للمكتئبين وبس

نفس عميق أخدته وبلعت ريقى كذا مره قبل مبتدى أكتب اللى حاساه فى مدونتى المهجوره دى ...

لاحظت ان الشكل اللى بقيت بنام بيه هو هواه بالظبط اللى بصحى بيه ،الانسانه المكتئبه المكشره العصبيه على أتفه الأسباب هى هياها مبيتغيرش حاجه الا ان خوفها بيزيد كل أيوم أكتر من اللى قبله ،الخوف من الناس ومن الخروج ومن الشارع وحتى من رنه التليفون وبدل ما كان ليا كام صاحبه يتعدوا على صوابع الايد الواحده ومبعتبرش حد فيهم قريب أوى الا واحده بس الا ان الواحده دى بقت هى كمان بعيده أوى بعد ما اتجوزت وبقت ماتردش على تليفوناتى وتفتكرنى كل شهر مره بمكالمه..بصراحه كتر خيرها والله انها بتيجى على نفسها كده!!

عارفه ومتأكده انى بمر بحاله مرضيه جامده بس مش هروح لدكتور نفسى ولاهحكى لأهل ولاصاحبه ببساطه لأنى هخاف برده أعمل كل ده

حتى أقرب صاحبه ليا دى أو اللى كانت يعنى مبقتش من سنين بحكى معاها فى مشاكل حياتى أو أى حاجه بحسها أو تحصلى بقيت كل اللى بعمله انى لما أكون معاها أهزر وأضحك ونقضى اليوم وخلاص على كده

اتطورموضوع الخوف والتوتر الدائم معايا لدرجه انى بعد ما كنت مبحلمش أبدا ولاحتى بيجيلى كوابيس بقيت كل ما أنام أحلم انى ارتحت جدا مع ناس وحبيتهم واشتغلت معاهم وكنت سعيده بشغلى ده لكن عشان أكمل فى شغلى لازم أعيش مع بنت معايا فى الشغل فى بيتها وقد ما بيتها جميل وهى انسانه كويسه لكن كل يوم بالليل نور البيت يتطفى لوحده وتتفتح أبوابه ونجرى أنا وهى عشان نولع النور ونلحق نقفل الأبواب ولما مبنلحقش نقفل الأبواب دى بيطلعلنا حد كده مش شايفين وشه بيفضل يجرى ورانا ويرعبنا وبعدين أنا وهى بننفصل عشان بنجرى منه فى اتجاهات مختلفه ولكن هو بيكمل جرى ورايا وأفضل أجرى منه لحد ما أفتح عينى من نومى وأنا مفزوعه 

كل ده تطور للى أنا بمر بيه ولا أعرف هيخلص امتى ولا هينتهى على ايه 

أنا واحده متدمره لا تنفع صديقه ولا زوجه ولا أم طبعا

حاسه انى كبرت ومبقتش بعرف  أفرح ولا أتبسط ومبقتش أهتم بشكلى ولامظهرى ولاجسمى أصلى ههتم لمين وعشان ايه ،لا فيه صاحبه أتحمس عشان هشوفها ولا أنا متجوزه عشان أتحمس لأنى أعمل أى حاجه،عايشه كده زى الميتين وخلاص

نروح نزور أقاربنا الاقى كل الناس معاهم زوجاتهم أولادهم أقول مش مشكله ده نصيب وأفرح وأنسى اللى أنا فيه ،لحد ما جه يوم خرجت لوحدى من غير أسرتى مع ولاد خالتى وزوجاتهم وأولادهم وكنت فاكره انى هتبسط معاهم عشان سنى قريب منهم وأهو كمان تغيير لكن للأسف اليوم ده كل اللى حسيته فيه انى حقيقى تعيسه ...

كل واحد منهم ماشى مع أسرته وأنا حاسه انى مليش أى لزمه معاهم ان لم أكن عبء عليهم مع ان هم اللى طلبوا منى انى أخرج معاهم مش أنا اللى فرضت نفسى

وفى لحظه عدم تركيز منى ببص حواليا ملقيتهمش ببص لبعيد شوفتهم روحت جرى وراهم عشان الحقهم بس محدش قدى هيعرف قد ايه اللحظه دى كانت مؤلمه ...حسيت انى مليش حد يستنانى أو يقف علشانى أو يهتم أنا فين ،هم كان كل واحد مستنى مراته أو هى اللى مستنياه مش هيمشوا الا سوا انما أنا كان ممكن يفتكرونى فى أخر المشوار لو وصلوا وملقونيش معاهم فى العربيه

وكانوا مستغربين أنا ليه مش مبسوطه معاهم ...فعلا مليش حق!!

دورت على الانترنت على موقع يكون للمكتئبين ولكن ملقيتش ،كان نفسى الاقى ناس زييى أحكيلهم عشان يسمعونى من غير سبب يضطرهم لأنهم يسمعونى ...

يسمعونى عشانهم زييى مش عشانهم دكتور نفسى هيقبض فلوس عشان يسمع قصتى الممله وبعدين لما ينجح فى مهنته يبقى ينشرها فى كتاب،يسمعونى مش عشانهم أسرتى اللى شايفه ان مشكلتى بسيطه وحلها كله فى ايدى ان أبطل افكارى الغريبه دى ،يسمعونى مش عشانهم صديقه هتسمع مشاعرى وفى الأخر تبصلى وتضحك وتقولى أنتى مجنونه أو عالأقل هتقولها فى سرها!!

كان نفسى الاقى اللى زييى دول عشان أحكيلهم كل يوم مشاعرى وأسمع مشاعرهم يمكن كلمتين منهم يقوونى خصوصا لو قالولى تعالى نقرر انهارده ننزل ونشجع بعض ونقول لبعض بعد ما نرجع من بره حسينا بأيه ومشاعرنا واضطرابتنا كانت عامله ازاى واحنا فى الشارع لوحدنا بدون أى مساعده أو دعم من حد

عالأقل كانوا هيهتموا يسألوا عنى لو غبت يوم و أنا ههتم انى أطمن عليهم طول الوقت وأعرف اخبارهم 

احساس فظيع لما أحس انى بتحرك جوه البيت وأنا مرهقه كأنى عامله زى الانسان الألى ،بتحرك بصعوبه وبمشى بالراحه بلا هدف وحتى ساعات بكسل أغسل وشى أو أسرح شعرى ،بنام وأصحى وافضل حاسه انى منمتش كويس وانى تعبانه رغم انى أكون نمت فتره كافيه جدا 

على فكره أنا مش مجنونه لكن الأكيد انى مريضه بالاكتئاب الحاد اللى بيخوفنى من نفسى أوقات ويحسسنى ان نهايتى ممكن تكون بأنى أنتحر مع انى عمرى مافكرت فى حاجه زى كده بس دايما بحس ان اللى بيموت منتحر كانت حياته شبهى ووصل لمرحله يأس كبيره أوى وهى دى اللى وصلته للانتحار...وربنا يستر