صراع بلا أصدقاء

أنظر حولى فلا أجد الا أنا ووحدتى ،يتغير الكون من حولى وأظل أنا وحدى فى حياه روتينيه لا جديد بها ،لا عمل (وهذا ما اخترته للابتعاد عن البشر)لا أصدقاء لا وجوه جديده ولا أحداث جديده أهتم لها ولا خبرات جديده أكتسبها ولا أى شىء

الأشخاص الذين اكتسبتهم من حياتى فقط هم أصدقاء المدرسه والجامعه والجيران وفقدتهم شخصا تلو الأخر فهم فى حياتهم وأنا أفضل وحدتى ولا أرغب فى مفارقتها وأحمل الف حجرا على صدرى حينما أضطر للاتصال بصديقاتى كى لا ينسونى فأنا ناردا ما أتصل بهن او أقابلهن وقد تمر سنوات دون رؤيه بعضهن

أعتبر نفسى انطوائيه من الدرجه الأولى وحتى من يحسبوا انفسهم انطوائيين يختلطوا بالأخرين ويذهبوا لأعمالهم ويذهبوا للتسوق ولهم حياه كبيره يعيشوها أما أنا فانطوائيتى أكبر بكثير من أى شخص عادى

أقاربى يعيشوا بمحافظه أخرى غير محافظتى ومن منهم يعيش بمحافظتى لا أفكر بأن ارفع سماعه الهاتف للاتصال بهم وان حاولوا الاتصال بى أتكلم وبعد ان اغلق سماعه الهاتف أدعو الله الا أكون قد أخطأت بكلمه تظهرنى تافهه أو انسانه بلا هدف

فى الحقيقه انا ضائعه جدا و كم أتمنى أن تظل حياتى كما هى وكم يخيفنى ذلك أيضا ،فالوحده بقدر هدوئها فقد تكون أحيانا مميته وقاتله ،فحينما أفكر بالزواج مثلا اجد أنى غير قادره على تحمل ان فرحى بلا صديقاتى وهذا غالبا ما سيحدث فحينما ياتى هذا اليوم الموعود سأكون بلا صديقه واحده متبقيه ،فأنا أفقدهم الأن وأنا بحياتى الطبيعيه فكيف سيتبقى منهم أصدقاء حتى يوم فرحى بعد عام أو اثنان أو عشره اعوام

وحينما أفكر مع نفسى أجد أنى لا اصلح أن اكون أم فأنا لا أريد ان أتزوج لأخرج الى هذا الكون أطفال يحملوا كل مراحل فشلى ووحدتى وانطوائيتى ،أطفال خائفين وحيدين بلا أصدقاء او معارف

انا فى حاله صراع حقيقيه بلا أصدقاء وبهم أيضا كنت فى حاله صراع كى أجعلهم يتركونى وشأنى لأستمتع بوحدتى

وحتى الرجل الذى سيفكر فى أن يتزوجنى سيجد نفسه حقا فى ورطه حينما يجد أنه تزوج انسانه بلا هدف أو طموح أو اهتمامات وكل ماتحمله هو الاكتئاب والحياه الى أن يحين موعد الموت

أشفق كثيرا على نفسى وعلى حالى وأحيانا أتمنى أن يقترب الموت منى لأنى لن أتحمل فقدان أهلى لأكون وحيده حقا بلا أى شىء فى حياتى لازوج ولا أصدقاء ولا أبناء لأجد نفسى بعدها أمكث فى منزلى لشهور دون أن يسمع أحد عنى ولا يعرف عنى شيئا حتى يأتى اليوم الذى يفتحوا باب شقتى ليجدونى ميته من شهور ...ودون أن يعرف أحد