عريس ماما (كامل الأوصاف)

استيقظت صباح ذات يوم لأجد صديقه والدتى تتصل بها لتخبرها أن هناك ثلاثه عرسان بأعمار مختلفه يريدوا عروسه أولهما يكبرنى بثلاثه عشر عاما وثانيهما يكبرنى بسته عشر عاما وثالثهما يكبرنى بعاما واحدا ولكنه لايعمل

لأكون صريحه معكم أنا أكره فكره الارتباط التقليدى أو بمعنى أخر كرهتها فهى بالنسبه لى تشبه انسان ينام ليحلم حلم وردى يتخيل فيه أنه يرتبط بفتاه تشبه قصص الاحلام ويعيش معها حياه ورديه أسطوريه فيستيقظ ويريد تحقيق حلمه فى الحال فتكون العروسه (والمفترض أنها أنا)هى الوسيله لتحقيق هذا الحلم (مجرد وسيله) دون النظر لشخصيتى أو ماذا أريد أو كيف أفكر أو حتى من أنا ،كل مايهم أن تكون العروسه ابنه لعائله محترمه فقط وهذا هو المطلوب

وتبدأ بعد الخطوبه أو حتى الزواج الخلافات من أول يوم تزداد شيئا فشيئا لأنه اعتقد انه تزوج لعبه صامته دورها فقط فى الحياه أن تقبل وتوافق على كل الأراء التى يدلى بها سيادته(العريس)وعليها أن تقبل بأن تعيش بشخصيه فتاه أسطوريه اختلقتها قصه وهميه لاتمت للواقع بصله حتى ترضيه دائما

هو أراد الارتباط بفتاه كل مواصفاتها تم تحديدها مسبقا فى خياله دون الاعتراف بأنها قد تكون مختلفه تماما عن هذا الخيال وبالتالى عيوبها تصبح شىء غير معترف به فى نظره وهنا تحدث الصدمه

وبالرغم من اعتراضى على المبدأ الا أنى قد أوافق على مقابله العريس وعائلته فى وجود عائلتى بالطبع ولكن فى مكان خارج المنزل (أتخذها نوع من الترفيه لمعرفه كيف يفكر الاخر وليس لرغبه حقيقيه منى للارتباط بهذا الشكل)ومن يعلم فقد يفلح الأمر ويتم الارتباط ولكن ظل فارق السن بينى وبين كل عرسان صديقه والدتى عائقا لا يجعلنى أتنازل ورفضتهم جميعا رفضا باتا لأنى اعتبر أن عشره سنوات أو أقل فرق بين الزوجين فى العمر هو فارق مناسب يعطى دائما المساحه للزوجين للتفاهم والتعامل

وأصبحت الخلافات على أشدها مع والدتى وقالت لى حرفيا:
العمر يجرى وقريبا سيكون عمرك سته وعشرون عاما والفارق ال ثلاثه عشر عاما الذى ترفضينه اليوم غدا سيكون الفارق عشرين عاما (ومضطره)ستقبليه، فأخبرتها بأنى لست مضطره لقبول أى شخص لايناسبنى وأنى لن أرتبط الا بمن يرضينى

فقالت لى:
أه نعم فهمت قصدك أنتِ تنتظرى كامل الأوصاف ولكن عليكِ أن تلاحظى أنكِ أيضا غير كامله الأوصاف فمن أكبر عيوبكِ أنكِ مرفهه ولاتبذلى جهدا للوصول الى أى شىء وحتى المطبخ لاتدخليه ولاتعرفى أى شىء عنه والأكبر من ذلك أنكِ لا تعملى وبالتالى فهذا العريس يأخذ بروازا خاويا غير مضطر لتحمله كثيرا وبالتالى عليكِ أن تقبلى لقائهم والا فلن تتزوجى وأنا ووالدكِ لن نعيش طويلا

فكانت اجابتى كما هى ولم تتغير:لن أقابلهم ولن أتزوج الا بمن يرضينى وأرضيه ويشعر انه يحتاجنى بحياته و أحتاج أنا ايضا أن اكون شريكته وهو ليس مضطرأيضا أن يأخذ هذا البرواز الخاوى ليزين به بيته وأمامه الكثير من الفتيات (غيرى) فأنا لست ديكور لتزيين منزل حتى وان كنت لن أتزوج طوال حياتى وحتى لو أطلق على لفظ عانس فأنا حقا لا أهتم والمطبخ قد أدخله يوما ان وجدت من يستحق أن أبذل لأجله جهدا وأنا سعيده و راضيه

وحقا صدقت يا ....... (صديق عزيز أعتز دائما برأيه وأفكاره)حينما قلت:اما حياه تستحق مع اناس يستحقون،واما عزله طويله الأمد
لن أنسى هذه الكلمات طوال حياتى فالحياه نعيشها مره واحده فقط وحياتنا حاليا لاشىء بها يسعدنا وليس هناك أيضا ما يجعلنا تعساء وبالتالى فأما أن نظل كما نحن وحدنا وهذا هو الطبيعى وما اعتدناه أو نرتبط بشخص يسعدنا ونسعده ونرضى بكل مميزاته وعيوبه معا ويرضانا كما نحن بتقلباتنا وعيوبنا وحتى لحظات جنوننا

وكم من فتيات تزيّن فى أبهى حله لحضور الأعراس لجذب عريس ولم يتزوجن وكم من فتيات ذهبن للعمل ليس لهدف تحقيق الذات كما تفعل الكثيرات ولكن لايجاد فرصه للقاء عريس وامتدت مده العمل من سنه الى سنتين وثلاث سنوات ولم يحصلن حتى الأن على عريس......انه النصيب والقدر ولاشىء سواهما...لا خطط حربيه محكمه لاصطياد عريس ولا جمال فتّان ولا أناقه مبالغ فيها ولا الف مقابله مع الف عريس ستحل هذا اللغز ان لم يقف النصيب وقفته ويقول كلمته الأخيره

وفى الحقيقه من عيوبى أنى كائن أحب الانطلاق والحريه بلاقيود ،لا أحب أن يعرف أى شخص حتى ولو كن صديقاتى أين أنا وكيف يصلوا الى طالما أردت أنا أن ابتعد وأكون وحدى ،أغلق هاتفى باستمرار لأضمن أنه لن يزعجنى أى شخص ويصل الى مكانى بسهوله،وبالتالى فلن أرتبط وأتزوج لتقييد حريتى لأضع على صدرى شعار أنا امرأه متزوجه بمجرد رجل فصفقوا لى أيها الجيران والأصحاب فأنا لست عانس، بعكس اذا كنت مرتبطه بشخص أعشق الارتباط به فيكون القيد معه هو حريه لها معانى لا يمكن وصف روعتها

لن تكون كل حياتى هى بحث عن الحب فى قصه أو أغنيه رقيقه أو حتى كلمات أكتبها لتكون عزاء لى فى وحدتى ،ولن تكون بوابات فشلى فى حب سابق هى النهايه فطالما أنى أتنفس فأنا مازلت حيه ومن حقى أن أحب وأن أعيش حياه أجمل،فحتى الكائنات الحيه تختار شريكها فليس لديهم مجتمع يجبرهم أو تقاليد تحكمهم بسن معين فلماذا نحن نقيد ونسحب الى حيث لانريد مسلوبين الاراده خاضعين لرغبه مجتمع ؟
اليس من حقنا نحن أيضا أن نختار.... ونحلم ....ونتمنى؟